لقد تكاثرت أوزار التخلّف المادي والأدبي على ظهر الأمة المسكينة حتى قصمته ولم يكن ثَمّ بصيص نور يُومِض بهداية أو نَصَفة أو مَرْحَمة ٬ كان الحاكم الجائر ينبت في منصبه فيقال في تسويغ وجوده : قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ...... . أما أن المناصب أمانات ٬ وأن ملأها يتم بالاختيار النزيه فذاك حديث لا يخطر ببال !!. وكان من يقدر على انتهاب ثروة ضخمة يأخذها في صمت ٬ أو تتطلع الأنظار إليه بِوَجَل ٬ لو تجرّأ امرؤٌ فذكر حدود الحلال والحرام ٬ قيل له : صَه !! ...... إن الفضل بيد االله يؤتيه من يشاء واالله واسع عليم ٬ يختص برحمته من يشاء واالله ذو الفضل العظيم .
محمد الغزالي