الشيخ محمد الغزالي
والاستعمار الغربي الذي هاجم العالم الإسلامي من بضعة قرون كان مزدوج الهدف فهو طامع في خيرات الشرق الكثيرة يراها ميراثاً لا صاحِبَ له ٬وهو في الوقت نفسه مثقل بضغائن قديمة ؛ يكره الإسلام كراهية شديدة ٬ ويضيق بكل من ينتمي إليه٬ ويشتدضيقه بالعرب خاصة ٬ فهم قوم محمد وحملة رسالته ٬ وما تزال لغتهم مستودع كتابه وسنته.. فلما واتته الفرص ووضع يده على أقطارهم شرع يضرب الإسلام بقوة ومكر٬ ومضى دون هوَادَة يُجْهِز على فلوله الثقافية الخائرة بعد ما دَحَر جيوشه العسكرية في مواطن كثيرة.. وانطلقت طلائع الغزو الثقافي تطارد الدين المغلوب على أمره في ميادين التربية والتعليم والتشريع ٬ وتطوي تقاليده الاجتماعية والأدبية والاقتصادية والسياسية ٬ وأفلحت في تكوين أجيال تنظر إلى ماضيها كله على أنه أنقاض أو مخلفات ينبغي أن تستخفي ليحل محلها البناء الجديد الذي وضع الغرب حقيقته وصورته. ولم تكن المعركة سهلة على أية حال ٬ فالمقاومة شديدة ٬ ورجالها مستبسلون ٬ وكلما ظن الغزاة أنهم انتصروا بدت لهم الغاية أبعد ٬ والعقبات أشد . محمد الغزالي
اقتباسات أخرى للمؤلف