أما الطاعة العمياء لا لشىء إلا لأن القائد أمر٬ وأمره واجب الإنفاذ٬ فذلك منكر كبير وجهالة فاحشة لا يقرها شرع ولا عقل. روى الإمام أحمد فى فسنده قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجلا من الأنصار فلما خرجوا وجد عليهم الرجل فى شىء تبرم بسيرتهم معه فقال لهم : أليس قد أمركم رسول الله أن تطيعونى ؟ فاجمعوا إلى حطبا ثم دعا بنار فأضرمها فيه ٬ ثم قال: عزمت عليكم لتدخلنها. فقال لهم شاب منهم : إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار٬ يعنى فكيف تقادون باسمه إليها ؟ لا تعجلوا حتى تلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها. فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه. فقال لهم : ` لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا. إنما الطاعة فى المعروف `. لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا .
محمد الغزالي