وقد بلغ من حمق العامة فى بعض أدوار التاريخ المصرى أن قالوا: الحماية على يد فلان خير من الاستقلال على يد فلان!... لو رشح فلان حجرا لانتخبناه... إن الحب المكين شىء واحترام الحقيقة المجردة شىء آخر. ولشعب ما أن يعشق زعيمه وأن يصوغ فيه قصائد الغزل. بيد أنه لا يسوغ أن يتطور به هذا الحب حتى يحاكم الحقائق إلى شخصه بدل أن يحاكم شخصه إلى الحقائق. ومن قديم عرف المصلحون والأئمة أن السمع والطاعة وسائل لا بد منها لسير الأمور وبلوغ الغايات. ونحن لا نمارى فى المبدأ بعد ما شرحنا أصله فى صدر حديثنا ٬ وإنما نحذر من الزوائد الخطرة التى تنضاف إليه .وتتوسع فيه وتقتل الحقيقة والحرية باسمه .
محمد الغزالي