إذا لم يكن الإيمان حياة عميقة الجذور فى أغوار الإنسان فهو إيمان معلول يحتاج إلى الطبيب كى يصح ويستقيم . فالتوكل على االله مثلا يجب أن يكون فى نفس المؤمن أرسخ من الاعتماد على السلطة فى نفس الجائر المستعلى . وإيثار الآخرة يجب أن يكون أقوى فى نفس المؤمن من اشتهاء العجلين للدنيا . وعلى ضوء هذا نفهم قوله تعالى: ومن الناس من يتخذ من دون االله أندادا يحبونهم كحب االله والذين آمنوا أشد حبا الله . أما أن ترى الملحد أيقظ عقلا من المؤمن٬ وأرهف حسا٬ وأعلى همة٬ فهذا هو الإيمان المكذوب . إن المواهب الأدبية تتفتق بالإيمان كما تتفتق الأكمام عن أزهارها٬ وإن الإيمان ليخلق من الموت حياة حافلة بالقوة والنماء جديرة بالبقاء والاحترام .
محمد الغزالي