نبه المستشار الدكتور فتحي لاشين إلى الضغن المكنون في أفئدة المستعمرين ضد الاستعمار وأمته قائلاً :`أكتفي بمثالين ينضحان بهذا الغل ويكشفان عن آثاره. الأول لمسئول في وزارة الخارجية الفرنسية سنة 1952 قال : العالم الإسلامي عملاق مفيد ٬ لم يكتشف نفسه حتى الآن اكتشافاً تاماً ٬ وهو حائر قلق ٬ ضائق بتخلفه وانحطاطه ٬ وإن كان يعاني من الكسل والفوضى غير أنه راغب في مستقبل أحسن وحرية أوفر ! وعلينا أن نبذل كل جهودنا حتى لا ينهض ويحقق أمانيه ! ذلك أن فشلنا في تعويق نهضته يعرضنا لأخطار جسيمة ٬ ويجعل مستقبلنا في مهب الريح.. إن صحوة العالم العربي ٬ وما يتبعه من قوى إسلامية كبيرة نذير بكارثة للغرب ونهاية لوظيفته الحقيقية في قيادة العالم. والمثال الثاني ننقله عن ` يوجين روستو` رئيس قسم التخطيط بوزارة الخارجية الأمريكية ٬ ومستشار الرئيس جونسون في الستينات يقول : ` لا تستطيع أمريكا إلا أن تقف في الصف المعادي للإسلام ٬ أي إلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية. لأنها إن فعلت غير ذلك تنكرت للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها. ` إن هدف العالم الغربي في الشرق الأوسط ـ هكذا يقول مستشار الرئيس الأسبق ـ هو تدمير الحضارة الإسلامية ٬ وإن قيام إسرائيل جزء من هذا المخطط ٬ وليس إلا استمراراً للحرب الصليبية `. والغريب أننا نسمع في هذه الأيام وعوداً كثيرة لمرشحي الرياسة في الولايات المتحدة ٬ تمني اليهود بمزيد من المكاسب والغنائم ٬ على حساب العرب بداهة. فأين مواثيق حقوق الإنسان؟ وأين الضمانات التي يمثلها قيام هيئة الأمم المتحدة للمحافظة على جميع الشعوب ؟!ذلك كله ما لم يكن العرب أوالمسلمون طرفاً في صراع ما.. أما إذا كان الحيف واقعاً على شعب مسلم أو شعب عربي فقد أمسى للقضية وجه آخر. هنا تتحول الحرية إلى عبودية ٬ والمدنية إلى همجية ٬ والويل للمغلوب..! فهل يلام المنكوب إذا تربص الدوائر بالمعتدين ؟ وهل يهزأ به إذا ساء بالحضارة ظنه .
محمد الغزالي