لا تكاد تجد أي أمريكي قانعاً بوضعه, راضياً بحاله, سعيداً بواقعه. الأمريكي طيلة الوقت يبحث عن هوايات جديدة,أو يدرس مذهباً جديداً أو ينضم إلى نادٍ جديد .أو يتبع ريجيماً جديداً, أو يبحث عن مورد دخل جديد ,والأمريكيون عموماً لايؤمنون بمستحيل, فهم مثلاً .يؤمنون أن كل من يستطيع المشي يستطيع الرقص .وهم مثلاً, يؤمنون أن بإمكان كتاب واحد في علم النفس أن يغير مجرى حياتك .وهم مثلاً, يؤمنون أنك لو أكتشفت سر البورصة لأصبحت من أصحاب الملايين والأمريكيون يعتقدون أن كل شيء مهارة أو تكنيك وأن بإمكانك أن تتعلم , إذا شئت, مهارة السباحة ومهارة السياقة , بالإضافة الى مهارات الخطابة والإدارة . ولن تجد أمريكيا في حالة استرخاء حقيقي فهو عندما يسترخي فهو يفكر في مهارة الاسترخاء التي يمارسها لذلك كان من المنطقي أن يكون أي كتاب عن تحسين الذات من أكثر الكتب رواجا في الولايات المتحدة وغالبية هذه الكتب يبدأ بكلمة كيف؟ كيف تحلل أحلامك؟ كيف تتخلص من قشرة الرأس؟ كيف تقيس مستوى ذكائك بنفسك؟ كيف تخفف وزنك؟ قارن هذا الموقف النفسي القلق المتحرك بالموقف المطمئن القانع الجامد في دول العالم الثالث لتكتشف سراً من اسرار التنمية ولغزاً من ألغاز التخلف .
غازي عبد الرحمن القصيبي