رواية سيف بن ذي يزن. اكتشف مؤلفها السحرة والأطباق الطائرة قبل والت ديزني بقرون. أعجبت بالرواية وأنا طفل. عندما دخلت المدرسة سمعت من سادتي المثقفين أن الأدب العربي لم يعرف الرواية إلا في القرن العشرين نقلاً عن الغرب. أولاد حرام الذين قالوا هذا الكلام ودرَّسوه. أولاد حرام! ماذا عن عنترة بن شداد؟ ماذا عن الأميرة ذات الهمة؟ ماذا عن الزير سالم؟ ماذا عن تغريبة بني هلال الكبرى؟ نقلاً عن الغرب في القرن العشرين. يا سلام! وإذا تحذلق متحذلق قال إن هناك شيئًا من فن القصة في المقامات. لا يا شيخ؟! شيء من فن القصة! وماذا عن التوابع والزوابع؟ ماذا عن رسالة الغفران؟ ماذا عن حي بن يقظان؟ وماذا عن ألف ليلة وليلة، أروع مجموعة قصصية عرفها العالم؟ هؤلاء يعلّمون أولادنا أنا نقلنا القصة والرواية من الغرب في القرن العشرين. اللغة الإنكليزية لم تظهر لغة مستقلة إلّا منذ ٥ قرون، وأدبنا مليء بالروائع منذ ١٥ قرناً، ومع ذلك يزعمون أننا نقلنا كل فن قصصي من الغرب. جهلة وأميون وصعاليك .
غازي عبد الرحمن القصيبي