فها هو ذا رجل قد شد بصره منذ الطولة نحو الممكن لا نحو الواقع , فكلما حدث واقع وتحقق , توقع ما وراءه وهو يائس , وكلما قصرت قدرته مرة دون بلوغ الممكن -ولابد ان تقصر اذالممكن-ما ينفك يتراجع خطوة فخطوة إلى الوراء - تكونت على ظهره طبقة رقيقة من الهم , ولبثت الطبقات تتراكم على مر السنين فإذا هذا القتب الذى يحمله فوق ظهره مشحوناً بهموم حياته كلها لا يخفف منه ما يصيبه من نجاح لأن عينيه لا تنظران أبداً إلى ما قد تحقق , إنما تمتدان الى ما لم يتحقق والذى كان من الممكن أن يكون .
زكي نجيب محمود