لا عجب أن تعرض العقل ويتعرض في حياتنا لأزمات لا تنتهي. فللرأي العام عندنا قوة ضاغطة، لا يجرؤ على عصيانها علنا إلا مغامر. وهو رأي عام تسوده اللاعلمية كما أسلفنا، فانشر فيه من الخرافات ما شاء لك خيالك أن تنشر، وأنت في ذلك بمأمن من الخطر، بل يرجح لك أن تُحمل على الأعناق لتوضع في مكانة رفيعة تتناسب مع قدرك العظيم. لكمن حاول أن تُلقي ضوءا على فكرة مقبولة عند الرأي العام، بحيث تُحيط الفكرة بشئ من الريبة في وضوح معناها، عندئذ لا تدري ما عسى أن يُصيبك من عدم الرضا!
زكي نجيب محمود