تميم البرغوثي
بينما تحاول النخبة المحلية أن تتخلص من الحضور الإستعماري أو مظاهره، كالإحتلال العسكري مثلًا،فإنها تبقي على العلاقة الإستعمارية، من تبعية إقتصادية،و تحالف أمني، حيث أن هذه العلاقة هي التي تؤمن لها رزقها من المال، ورزقها من السلطة.إن مفارقة الحلول محل الإحتلال، أو ما نسميه هنا بالإستبدال أو التبديل، هي سياسية تحاول بها النخبة المحلية أن تحل التناقض الذي تعانيه جراء كونها وسيطًا بين ضدين، هما الشعب المغزو والقوة الغازية.فهذه النخبة تقدم لعموم السكان الأصليين وعد التحرر، و هي تعني بالتحرر الحصول على استقلال رسمي، أو حتى إسمي، معترف به دوليًا، و تقدم للقوة الغازية وعد الحفاظ على المصالح الإستعمارية الحيوية، و تعني بها تأمين خطوط التجارة الدولية ، و إمدادات المواد الخام، و استخدام أراضي البلد المغزو من قبل القوات العسكرية للقوة الغازية وقت الحاجة، و الحفاظ على الميزات الاستراتيجية التي تتمتع بها الدولة الغازية في الإقليم كله.إن الحفاظ على هذه المصالح كلها يتطلب ضبط الأمن والإستقرار ،أي يتطلب جهاز دولة، و عليه فالدولة التي ينشئها الاستعمار تجسيد سياسة الاستبدال هذه.
اقتباسات أخرى للمؤلف