هل تفكك إنسان كرومر الآلي بعد 1952، هل ظهر في مصر تنظيم سياسي بديل عن الدولة التي خلقها الاستعمار، غير مقيدة بالتبعية الاقتصادية، ولا بالضعف العسكري، ولا بالقانون الدولي ؟ ... مصر اليوم أشبه ما تكون بها أيام الاحتلال، أو أيام المعاهدة، إن عنصرا ثالثا، بعد عنصري الغضب الشعبي، والانقلاب العسكري في شتاء 1952 وصيفها، لم يكن حاضرا، وقد يكون غيابه منع عملية تفكيك الدولة من أن تكتمل، فلم يكن عن الثور بديل للتنظيم السياسي إلا نفس الدولة التي خلقها الاستعمار، حاولوا تعديلها من هنا ومن هنا، لكن أكثر صفاتها بقى كما هو.