عندما يقتنع مسؤولو التلفزيون أن العيد ليس فرحة و أجمل فرحة لثلاثة أرباع المصريين, بل هو نكد مبين فيبدأون بالتفاوض مع السيدة صفاء أبو السعود لجمع نسخ الأغنية و إحراقها دون زعل. عندما لا يكتفي الإمام الأكبر في خطبة العيد بالدعاء للسيد الرئيس و باقي المسؤولين الذين يسعى بعضهم من خلال تعبيراته المتكلفة و هو يصلي لإقناعنا أنه بيعرف ربنا بجد, مع أنه لو كان يحكمنا بما يرضي الله لاقتنعنا و لجنبناه عناء التمثيل. سنتقدم لو قرر الإمام الأكبر و لو لمرة أن يقتدي بسلفه العز بن عبدالسلام فيعظهم و يذكرهم بأن لهم يوماً ترتد فيه المظالم أبيض على كل مظلوم إسود كحل على كل ظالم, سنتقدم لو شهدنا حاكم مصر و هو يصلي وسط شعبه الذي أهلكته الأقساط و الجمعيات و السلفيات و التصريفات. سنتقدم لو أصبح من حق الفقير أن يأكل اللحمة مرتين في الشهر على الأقل دون أن يشحتها أو يتسولها أو يقف ليطحن في ضعفاء مثله من أجل أن يحصل على كيس لحمة يقول لمن يعطيه له كل سنة و إنت طيب ستين مرة .
بلال فضل