مستقبل إيه الذي تسأل عنه... ما المسؤول عنه بأعلم من السائل... يا سيدي مصر الآن حالها كحال شاب ملقى في عرض البحر قالوا له إن ذلك الشاطئ الذي يلوح في الأفق هو شاطئ إيطالي دفع من أجله دم قلبه و كتب على أهله و اللي خلفوه كمبيالات لكي يصل إليه... و هو الآن يعوم و قد ملأ الملح جوفه داعياً الله أن يكون فعلاً إيطاليا و ليس ليبيا أو الصومال أو الهانوفيل... و حتى لو فرضنا أنه سيصل إلى شاطئ إيطاليا فالمستقبل لا يبدو مضموناً... هذا هو حالنا يا سيدي... نحن الآن نعيش في وطن يقول حكامه إنهم يبحثون عن الفقراء لأنهم مش لاقيينهم لأن هناك أناساً وحشيين ظلوا طيلة السنوات الماضية يسرقون ما يستحقه هؤلاء الفقراء... نحن نعيش في وطن يحكمه حاكم يسمح لأعوانه أن يتحدثوا عن أهمية الإنطلاقة الثانية بعد أن قضى ربع قرن في إنطلاقة أولى. و هي أطول إنطلاقة في تاريخ البشرية... غرانديزر نفسه و هو ينطلق لم يقض كل هذا الوقت.
بلال فضل