صغيرك يناديك فلماذا لا تجيبين، ياأم الصغير؟ لست بالعليلة لأني رأيتك منذ حين تميسين بقدك تحت قبعتك، والجواهر تطوق العنق منك، أنت صحيحة الجسم، فلماذا لا تسرعين؟ ألا تحرقك دموع الطفل الذي لا ترين؟ ألا يوجعك الشهيق الذي لا تسمعين؟ عودي من نزهاتك الطويلة، وزياراتك العديدة، وأحاديثك السخيفة، عودي واركعي أمام الصغير واستميحيه عف .. لقد خلقت امرأة قبل أن تكوني حسناء، وكيفتك الطبيعة أما قبل أن يجمعك الاجتماع زائرة ... تعالي اسجدي أمام السرير، سرير الصغير!. اسجدي أمام هذا المهد الذي لعبت بين ستائره طفلة، وحلمت به فتاة، وانتظرته زوجة، فما خجلت أن تهمليه أما. اسجدي أمام المهد فإن المهد محجتك القصوى! . اسجدي أمام السرير، ولا تدعي رب السرير يبكي لئلا تملأ قلبه مرارة الوحدى، حتى إذا ما شب رجلا تحولت المرارة كرها وصرامة اسجدي أمام السرير وناغي الصغير! إن دموع الأطفال لأشد إيلاما من دموع الرجال .
مي زيادة