لو سألني أحدكم ما هي علامات الحب وما شواهده. لقلت بلا تردد أن يكون القرب من المحبوب أشبه بالجلوس في التكييف يوم شديد الحرارة وأشبه باستشعار الدفء في يوم بارد. لقلت هي الألفة ورفع الكلفة وأن تجد نفسك في غير حاجة للكذب. وأن يرفع الحرج بينكما، فترى نفسك تتصرف بطبيعتك دون أن تحاول أن تكون شيئا آخر لتعجبها. وأن تصمتا انتما الآثنان فيحلو الصمت وأن يتكلم أحدكما فيحلو الأصغاء. وأن تكون الحياة معا مطلب كل منكما قبل النوم معا. وألا يطفىء الفراش هذه الأشواق ولا يورث الملل ولا الضجر وإنما يورث الراحة والمودة والصداقة. وأن تخلو العلاقة من التشنج والعصبية والعناد والكبرياء الفارغ والغيرة السخيفة والشك الأحمق والرغبة في التسلط، فكل هذه الأشياء من علامات الأنانية وليست من علامات حب الآخر. وان تكون السكينة والآمان والطمأنينية هي الحالة النفسية كلما التقيتما. وألا يطول بينكما العتاب ولا يجد أحدكما حاجة إلى اعتذار الاخر عند الخطأ، وانما تكون السماحة والعفو وحسن الفهم هي القاعدة. والا تشبع ايكما قبلة او عناق او اي مزاولة جنسية ولا تعود لكما راحة الا في الحياة معا والمسيرة معا و كفاح العمر معا. ذلك هو الحب حقا. لو سألتم أهو موجود ذلك الحب. وكيف نعثر عليه؟ لقلت نعم موجود ولكن نادر. وهو ثمرة توفيق إلهي وليس ثمرة اجتهاد شخصي. وهو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر ونفوس متآلفة متراحمة بالفطرة. وشرط حدوثه أن تكون النفوس خيرة أصلآ جميلة أصلا. والجمال النفسي والخير هو المشكاة التي يخرج منها هذا الحب.
مصطفى محمود