والحياة تبدأ دائما من هذه اللحظة الباهرة التى تفيق فيها على دهشة .. على حب ..وأمل وخوف ولذة وقلق .. أما الأيام التى تعيشها فى هوادة ورفق وتنتقل فيها من لحظة مألوفة إلى لحظة مألوفة .. ومن واجب مدرسى إلى تكليف وظيفى ..إلى واجب زوجى .. فهى عادة تسقط من حسابك ولا تحس بها .. وتكون النتيجة أن تفيق فجأة بعد خمسين سنة وتتلفت حولك فجأة بعد خمسين سنة وتتلفت حولك فى وجوه أطفالك وتتعجب .. وتتساءل .. متى وأين وكيف أنجبتهم ؟... إن عمرك قد مر بك دون أن تشعر به ..مر بك خلسة ..كما يمر شريط السينما وأنت نائم .. إن عمرك الحقيقى ليس تعاقب سنوات .. ولا تعاقب حوادث .. ولا عبرة فيه بالتوفيق والنجاح والثروة وبلوغ الأمانى أبداً .. فكثيراً ما يكون بلوغ الأمانى على البارد .. يواتيك النجاح فى المدرسة كالمعتاد .. وتواتيك العروسة عن طريق الخاطبة ..وتواتيك الدرجة فى دورك ..ويواتيك النسل الوفير تماماً كما تواتى الشجرة ثمارها فى كل ربيع .
مصطفى محمود