لقد حاولتم تذويبي يا سيدي ! حاولتم ذلك بجهد متواصل لا يكل و لا يمل يا سيدي !
هل أكون مغرورا فأقول بأنكم لم تفلحوا ؟ بلى ! أفلحتم إلى حد بعيد و خارق، ألست ترى أنكم استطعتم نقلي، بقدرة قادرة من إنسان إلى حالة ؟ أنا إذن حالة .. لست أعلى من ذلك قط، و قد اكون أدنى ..و لأنني حالة .. لأننا حالة، فنحن نستوي بشكل مذهل ! إنه عمل رائع سيدي، عمل رائع رغم أنه احتاج إلى فترة طويلة ، و لكن يا سيدي، تذويب مليون إنسان معا، ثم جعلهم شيئا واحدا متوحدا ليس عملا سهلا، و لذلك أعتقد أنك تسمح له أن احتاج ذلك الوقت الطويل ...لقد أفقدتم أولائك المليون صفاتهم الفردية المميزة .. و لستم في حاجة الآن إلى تمييز أو تصنيف، أنتم الآن أمام حالة .. ف‘ذا خطر لكم أن تسموها لصوصية ، فإنهم لصوص .. خيانة ؟ كلهم إذن حونة ! فلماذا الإرهاق و التعب و النظرات البشرية المعقدة