ضحكت كثيرا على الصب يبكي من الحب أو من خداع النساء
أيبكي على الحب يجعل صاحــــ ــــبه ريشة في مهب الهواء
ولم يبك يوماً لمص وق حلَ(م) ليلاً بمصر عظيم البلاء
ضحكت فصرت مع القوم أبكي وتبكي علينا عيون السماء
وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء
سكبت عليها الدماء دموعا أرطب تربتها بالدماء
لك الله يا مصر قد كنت أما لقوم نسوك فيا للجفاء
نظرت إذا القوم حولي سكارى كأن الخمور ندى في الهواء
يسيرون حولي إلى اللامكان فأمضي مع القوم نحو الفناء
أسائل يا قوم ماذا هناك يجيبون بالصمت والازدراء
أسائل يا قوم ماذا دهاكم يقولون: همهمة كالثغاء
أرى وسط القوم شيخاً جليلا جميل الثياب جلي الحياء
أسائل يا شيخ أين المراد إلى أين نمضي بحق السماء
إذا الشيخ يضحك يبكي يقول: أللداء تشكو انعدام الدواء؟
وماتت لنا اليوم مصر ألا ابك عليها ... على مصر حق البكاء
وكيف تموت البلاد ونحيا أشيخ أجبني جواب الشفاء
لماذا؟.. متى؟.. كيف ماتت بلادي أما آن بعد زمان الفداء
يقول تعال نشاهد بمصر مصائب قوم وشر البلاء
مشينا على جاب النيل نبكي على حال قوم رضوا بالشقاء
فلا خير فيهم ولا خير فينا بكينا عليهم بكاء النساء
فلم نعط نصحا لقوم مضوا على غير حق فيا للدهاء
فصرنا كقوم ركبنا السفينة(م) ثم انقسمنا بها للبقاء
فنحن بأعلى وهم تحتنا يعانون فيها لأجل السقاء
فقالوا : سنصنع ثقبا لدينا يجيء بماء لنا .. للظماء
فلو فعلوها لماتوا ومتنا وصار علينا انتظار الرثاء
ويا مصر قد صرت مطمع قوم يردون خيرا لكي بالإباء
يريدون شرا بكي في الصباح ويرجون مغفرة في المساء
فهم يشعلون بك فتنة الشعــ ـب نارا مؤججة بالهراء
وهم ذبحوك بسيف ثليم ويأتون يبكونك في العزاء
لهم ألف وجه.. وليس لنا وجــ ــهة بعدك . هل لنا بالثواء ؟
ويا مصر قد كنت حصنا منيعا لكل الضعاف و للبؤساء
يعيشون فيك وأهل الكتاب ويحيون فيك حياة الهناء
يجولون فيك رويدا