إن كل خطوة تخطوها في الطبيعة حولك تجد فيها أثر الرحمة و العناية و الرعاية. لم يقذف بنا إلى الدنيا لنعاني بلا معين كما يقول سارتر. إن كل ذرة في الكون تشير بإصبعها إلى رحمة الرحيم. حتى الألم لم يخلقه الله لنا عبثا.. و إنما هو مؤشر و بوصلة تشير إلى مكان الداء و تلفت النظر إليه. ألم الجسد يضع يدك على موضع المرض. و ألم النفس يدفعك للبحث عن نفسك. و ألم الروح يلهمك و يفتح آفاقك إلى إدراك شامل فالدنيا ليست كل شيء، و لا يمكن أن تكون كل شيء و فيها كل هذه الآلام و المظالم. و إنما لابد أن يكون وراءها عالم آخر سماوي ترد فيه الحقوق إلى أصحابها، و يجد كل ظالم عقابه. و بالألم و مغالبته و الصبر عليه و مجاهدته تنمو الشخصية و تزداد الإرادة صلابة و إصرار ، و يصبح الإنسان شيئا آخر غير الحيوان والنبات. ما أكثر ما تعلمت على سرير المستشفى. و شكرا لأيام المرض و آلامه
. مصطفى محمود