وغرائز الحيوان قلما تعترف بالفضيلة بل تجد أدنياء العالم يدعون الفضل على أهل الأقدار والمنغمسين في الضعة تلهج ألسنتهم بالافتخار وربما صورت الغريزة لصاحبها ما يقع الإجماع على بطلانه تظن السمجة أنها جميلة والقصيرة أنها فارعة واليد البخيلة أنها سمحةوإنما يحمل على ذلك قلة التمكن من المعقول ومن كان ذا وفارة من اللب كان بالعكس من هذه الصفة لأن عقله يعلمه أن الله قادر على أن يخلق من يفضله
والحازم يرى التواضع فرضا لازماوالأخرق يرى التكبر حظا جزيلا