د. مصطفى محمود
الأمان والراحة والإستقرار , أحلام الجبناء الذين يعيشون فى إسترخاء وينامون على الكراسى والمناصب كما ينام الذباب. أما الحياة الحقيقية فهى نعمة لا يفوز بها الا الشجاع الجسور الذى يعيش فى مجازفات دائمة , ويلقى بنفسه كل يوم إلى غد مجهول ... ويقتحم أراضى جديدة فى العمل والفكر والفن والعاطفة . ولحظة من هذه الحياة تساوى عمراً كاملاً.. لأنها تحفل بــ مشاعر تضيق بها اعمار الكثيرين .. والحياة كالنهر تقاس بالعرض ..بكمية الإنفعلات التى تجيش فيها من شاطئ اللذة إلى شاطئ الألم.. وتقاس بالطول ب مدى ما يتسع مجراها من ينبوعها إلى مصبها .. أذكر أحياناً فى بعض اللحظات أحس بالأجيال التى مضت .. وأشعر بوطأة ميراثها فى عقلى وأعصابى فينحنى عقلى من الهم كعقل رجل عجوز وكنت أشعر بالمشقة .. ولكنى كنت أيضاً أشعر باللذة .. لذة المصارع الذى يحيط بالحلبة كلها بذراعيه . مصطفى محمود
اقتباسات أخرى للمؤلف