الإنسان يتعرض في كل لحظة من لحظات حياته حتى موته لامتحان تلو الآخر، و تطرح كل لحظة على الإنسان موقفاً و تتطلب منه اختياراً بين بديلات، و هو في كل اختيار يكشف عن نوعية نفسه و عن مرتبته و منزلته دون أن يعلم، فشهوته على سبيل المثال تدعوه كي يشبعها. و قد تكون هناك شهوة أخرى إلى طعام أو إلى جاه، و إشباع هذه الشهوة أو تلك يستدعي تأجيل شهوة أخرى، و هكذا تكشف النفس عن منزلتها بما تفضله، و يقول لنا سلوكنا من نحن بين هؤلاء الشهوانيين؟ و أي نوع من الحيوانات نحن؟ فإذا رفضنا هذه الشهوات جميعها و استجبنا إلى نداء المنطق و الاعتدال، فإننا من أهل النظر و العقل و سندخل في إطار كلمة إنسان بكل أبعادها و نبتعد عن مصطلح الحيوان .
مصطفى محمود