د. مصطفى محمود
اصرف كل اهتمامك إلي العلم فان الله لا يُعبد الابالعلم. لاتشتغل بطلب الدنيا فمن يشتغل بطلب الدنيا يُبتلي فيها بالذل. إذا خفت الله خاف منك كل شئ احذر صحبة النساء اتقاء علي إيمان قلبك. الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس وفراغ العقل وهذا شان من تراهم علي المقاهي ..فلا شئ يؤتنس به إلا الخلوة مع الرحمن. من لازم الناس أصبح محصوراً في محيطاتهم وفي هيكل ذاته..من دعا لظالم بطول العمر أو البقاء فقد دعا إلي معصية نقاء السريرة وصفاء القلوب وسلامة النيات ومحبة الخلق و الخالق هي رأس العبادة و السعي وراء الشهرة فسادها. أكثر من صحبة الصالحين فإن فيهم الشفعاء . قلت له : ومن هم الصالحين ؟ قال: لباسهم ما ستر وطعامهم ما حضر ..أبرار أخفياء أتقياء إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا حضروا لم يعرفوا..تحابوا في روح الله علي غير أموال ولا انساب ..يتعارفون في الله ويحبون في الله ويكرهون في الله ويقول الله عنهم يوم القيامة .. أين المتحابون بجلالي ..اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل ألا ظلي. قلت له: هل لهم وجود في هذه الأيام ؟ قال: خلت الديار وباد القوم وارتحل أرباب السهر وبقي أهل النوم واستبدل الزمان بأكلي الشهوات أهل الصوم .. لم يبق إلا أقزام مهازيل حثالة كحثالة الشعير أمثالنا لا يبالي الله بهم. قلت له ما رأيك في أهل هذا الزمان قال في حسرة: اعترفوا بالله وتركوا أمره وقرءوا القرآن ولم يعملوا به وقالوا نحب الرسول ولم يتبعوا سنته وقالوا نحب الجنة وتركوا طريقها وقالوا نكره النار وتسابقوا إليها وقالوا إبليس لنا عدو و أطاعوه ودفنوا أمواتهم ولم يعتبروا بهم واشتغلوا بعيوب إخوانهم ونسوا عيوبهم وجمعوا المال ونسوا الحساب وبنوا القصور ونسوا القبور. لقد كنا في زماننا نحلم بالحج إلي مكة والقدس والموت بهمـأ. وانتم جاءتكم فرصة الشهادة إلي بابكم بالقدس فماذا فعلتم . مصطفى محمود
اقتباسات أخرى للمؤلف