أهم ما ساعدني على الشفاء رغم الدمار الداخلي والخارجي هو أنني أصبحتُ قادرة على أن أرى علاقتي بـعزيز على أنها شيء خاص حدث لي أنا وحدي وانتهى. أعطاني ذلك الرجل الجميل الذي دخل حياتي وخرج منها معنى وجودي، عرفت معه معنى أن أكون امرأة وأن أكون مصرية. في فترة النقاهة تلك ترسّبت في روحي المتعبة كل تلك المعاني بلا زيف ولا إدعاء. عرفتُ معه معنى أن المرأة شيء آخر غير الماكياج والثياب، غير الجسد والجنس والحمل والولادة، شيء متصّل بالأرض والطبيعة، شيء لا يُعطيه لك أحد ولا يقدر أن يسلبه منك أحد. وعندما كنّا نتكلم أنا وهو في السياسة وأحوال البلد كانت الحوادث والشائعات تتساقط كأوراق الشجر، ويصل هو إلى لُبّ الأشياء في كلمات بسيطة طبيعية، فأرى أمامي صعوبة الواقع وقسوة وضرورة التمسك ببرعم أخضر صغير ينبت في قلب الناس والوطن. لم يكن الحديث معه مكابرة أو تفاصحًا، ولكن حلم ببصيص فهم أو قدرة على تحوُّل وتغيُّر.
اقتباسات أخرى للمؤلف