د. مصطفى محمود
القلب إذن هو عمدة الحكم وعلي يتأسس الفعل الإلهي ولهذا جعل الله قلب الإنسان حرا لو اجتمعت سلطات العالم علي قلب رجل واحد لما استطاعت أن تغيره كرها. ولو تحالف الحديد والنار والسجن والتهديد علي سجين في زنزانة انفرادية لما استطاعت تلك القوي مجتمعة أن تجعل هذا السجين يحب مالا يحب أو يكره مالا يكره. ربما استطاع السجان أن يقهر سجينه في التوقيع علي ورقة بالإكراه... ربما استطاع أن يرغمه علي تقطيع الحجارة وأكل الحصى.. ربما استطاع أن يقطع لسانه وينزع جلده ولكن لا ولن يستطيع أن ينزع ذرة كراهية من قلبه أو يبدل عواطفه قهراً. فهناك في أعمق أعماق نفس أعتقها الله من كل القيود لا سلطان لأحد عليها.. حتي الشيطان لا يستطيع أن يدخلها إلا بدعوة. يقول ربنا للشيطان: إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) سورة الحجر. ويقول العارفون:لايستطيع احد أن يدخل إلي القلب وإلي النية .. إلا الله. مصطفى محمود
اقتباسات أخرى للمؤلف