فَكَمْ قُبْلَةٍ، يَا لَيْلَ، فِي مَيْعَةِ الصِّبَا
وَ قَبْلَ الهَوَى ليْسَتْ بِذَاتِ معَانِ
أَخَذْنَا وَأَعْطَيْنَا إذْ البَهْمُ تَرْتَعِي
وَ إذْ نَحْنُ خَلْفَ البَهْمِ مَسْتَتِرانِ
وَ لَمْ نَكُ نَدْري يَوْمَ ذلِكَ مَا الهَوَى
وَ لا مَا يَعُودُ القَلْبَ منْ خَفَقَانِ
مُنَى النفْسِ لَيْلى، قَرِّبي فَاكِ مِنْ فَمِي
كَمَا لَفَّ مِنْقارَيْهِمَا غَرِدَنِ
نَذُقْ قُبْلَةً لاَ يُعْرَفُ البُؤْسَ بَعْدَهَا
وَ لا السُّقْمَ رُوْحَانَا وَلاَ الجَسَدَانِ
فَكُلُّ نَعِيْمٍ فِي الحَيَاةِ وَغِبْطَةٍ
عَلى شَفَتَيْنا حِيْنَ يَلْتَقِيَانِ
وَيَخْفُقُ صَدْرَانَا خُفُوْقَاً كَأنَّمَا
مَعَ القَلْبِ قَلْبٌ فِي الجَوانِحِ ثَانِي