وحين أكون مريضه ..
وتحمل أزهارك الغاليه
صديقي ، إلي
وتجعل بين يديك يدي
يعود لي اللون والعافيه
وتلتصق الشمس في وجنتي
وأبكي .. وأبكي .. بغير إراده
وأنت ترد غطائي علي
وتجعل رأسي فوق الوساده
تمنيت كل التمني .. صديقي .. لو أني ..
أظل .. أظل عليله ..
لتسأل عني ..
لتحمل لي كل يوم ورودا جميله
وإن رن في بيتنا الهاتف
إليه أطير ..
أنا .. يا صديقي الأثير
بفرحة طفل صغير
بشوق سنونوةٍ شارده
وأحتضن الآلة الجامده
وأعصر أسلاكها البارده
وأنتظر الصوت .. صوتك يهمي عليّ
دفيئا .. مليئا .. قويّ ..
كصوت ارتطام النجوم ، كصوت سقوط الحلي
وأبكي .. وأبكي .. لأنك فكرت فيّ ..
لأنك من شرفات الغيوب .. هتفت إليّ
ويوم أجيء إليك لكي أستعير كتاب ..
لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب ..
تمدّ أصابعك المتعبه
إلى المكتبه ..
وأبقى أنا في ضباب الضباب
كأني سؤال بغير جواب
أحدق فيك .. وفي المكتبه ..
كما تفعل القطة الطيبه ..
تراك اكتشفت ؟
تراك عرفت ؟
بأني جئت لغير الكتاب
وأني لست سوى كاذبه !!.
.. وأمضي سريعاً إلى مخدعي
أضم الكتاب إلى أضلعي
كأني حملت الوجود معي ..
وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور
وأنبش بين السطور ، وخلف السطور
وأعدو وراء الفواصل .. أعدو وراء نقاط تدور
.. ورأسي يدور ..
كأني عصفورة جائعه
تفتش عن فضلات البذور
لعلك يا .. يا صديقي الأثير
تركتَ بإحدى الزوايا .. عبارة حب قصيره ..
جنينة شوق صغيره ..
لعلك بين الصحائف خبأت شيَّا
سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليا ..
نزار قباني