أمل دنقل
قلت لكم مرارا إن الطوابير التى تمر.. فى استعراض عيد الفطر والجلاء (فتهتف النساء فى النوافذ انبهارا) لا تصنع انتصارا. إن المدافع التى تصطف على الحدود، فى الصحارى لا تطلق النيران.. إلا حين تستدير للوراء. إن الرصاصة التى ندفع فيها.. ثمن الكسرة والدواء: لا تقتل الأعداء لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهارا تقتلنا، وتقتل الصغارا ! -2- قلت لكم فى السنة البعيدة عن خطر الجندى عن قلبه الأعمى، وعن همته القعيدة يحرس من يمنحه راتبه الشهرى وزيه الرسمى ليرهب الخصوم بالجعجعة الجوفاء والقعقعة الشديدة لكنه.. إن يحن الموت.. فداء الوطن المقهور والعقيدة: فر من الميدان وحاصر السلطان واغتصب الكرسى وأعلن الثورة فى المذياع والجريدة! -3- قلت لكم كثيراً إن كان لابد من هذه الذرية اللعينة فليسكنوا الخنادقَ الحصينة (متخذين من مخافر الحدود.. دوُرا) لو دخل الواحدُ منهم هذه المدينة: يدخلها.. حسيرا يلقى سلاحه.. على أبوابها الأمينة لأنه.. لا يستقيم مَرَحُ الطفل.. وحكمة الأب الرزينة.. من المُسَدسّ المدلّى من حزام الخصر.. فى السوق.. وفى مجالس الشورى * * * قلت لكم.. لكنكم.. لم تسمعوا هذا العبث ففاضت النار على المخيمات وفاضت.. الجثث! وفاضت الخوذات والمدرعات
اقتباسات أخرى للمؤلف