تصورت حبك نهراً صغيراً
سيُحيى المراعى ويروى الحقول
ولكنه أجتاح برُ حياتى
فأغرق كل القُرى
وأتلف كل السهول
وجر سريرى
وجدرانَ بيتى
وخَلفنى فوق أرض الذُهُول
تصورتُ فى البدءِ
أن هواكِ يمر مرورَ الغمامَه
وأنكِ شطُّ الأمان
وبرُ السلامَه
وقدرتُ أن القضية بينى وبينكِ
سوف تهونُ ككُل القضايا
وأنكِ سوف تذوبينَ مثلَ الكتابة فوق المرايا
وأن مرورَ الزمان
سيقطعُ كل جُذور الحنان
ويغمُرُ بالثلج كل الزوايا
تصورتُ أن حماسى لعينيكِ كان انفعالاً
كأى انفعال
وأن كلامى عن الحُب كان كأى كلام يقَال
واكتَشفتُ الآن أنى كنتُ قصيرَ الخيال
نزار قباني