النفس قابلة للإصلاح والتبديل والتغيير .. والمنهج الإسلامي في إصلاح النفس يفعل هذا على مراحل .. أولا .. يبدأ بتخلية النفس من عاداتها المذمومة ( وذلك هو تفريغ الإناء مما فيه .. بالاعتراف بالذنوب والتسليم بالعيوب .. وإخراجها إلى النور ) .. والمرحلة الثانية .. هي التوبة وقطع الصلة بالماضي والندم على ما فات ومراقبة النفس فيما يستجد من أمور ومحاسبتها على الفعل والخاطر .. والمرحلة الثالثة .. هي مجاهدة الميول النفسية المريضة ومحاربتها بأضدادها .. وذلك برياضة النفس الشحيحة على النفاق، والنفس الشهوانية على التعفف، والنفس اﻷنانية على الإيثار والبذل، والنفس المتكبرة على التواضع، والنفس المختالة العاشقة لنفسها على الانكسار ورؤية العيوب والنقص فيها .. ولا تنجح تلك المجاهدة دون طلب المدد من الله، ودون الصلاة والخشوع والخضوع والفناء في محبة الله ركوعا وسجودا في توحيد كامل .. وذلك بالاسترسال مع الله، والانسياب مع الفطرة، وإرادة العبد ما يريده الله، وكراهيته لما يكرهه .. وهنا تحدث المعجزة .. فيتبدل القلق سكينة، والفزع أمنا، والنواقص النفسية كمالات .
مصطفى محمود