تسير الحياة في دورتها كما هي دون إبطاء . تلفّنا ، تذهب بنا بعيداً أو قريباً ، تطحننا ، تُبقينا في جوفها ، أو تلفظنا خارجاً ... وعلى أيّة حالٍ فهي لاتحبنا بقدر مانحبها . بل لاتعرف للحبّ قيمةً ولا معنى . وهي لاتقدّس شيئاً ، نحن الّذين نقدّس فيها أشياء سيكون مصيرنا معها الفناء غالباً . نقدّس الحب ، فنكتشف أنّ للحب أنياباً تنهش أجسادنا . ونقدّس المال ، فتكتشف أنّ للمال ألسنةً من اللهب تحرقنا . ونقدّس السّلطة ، فنكتشف أن للسّلطة سياطاً نجلدُ بها ظهور بعضنا . ونخاف من أن نكبر يمرور الأيّام ، فنكتشف أن الأيّام تسرق أعمارنا .
مَنْ قدّس الحياة ، عادت إليه عاريةً من كل شيء ، وعاد منها كقابض شعاع الشّمس في ضاحية النهار .
أيمن العتوم