الشريعة لم تنزل لمجلس الوزراء، ولكنها نزلت لكل مسلم ليطبقها في نفسه أولًا وفي سلوكه وفي بيته وفي جيرانه وفي عشيرته .. فكل مسلم راعٍ وكل مسلم له دولته الخاصة وله رعيته التي عليه أن يطبق فيها أمر الله أولًا قبل أن يتوجه بالأمر إلى غيره .. والآيات التي جاءت في القرآن الكريم في سورة المائدة : { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } المائدة 44 . { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون } المائدة 45 . { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون } المائدة 47 . هذه الآيات نزلت لكل مسلم وإلى كل راع في رعيته، وهي ليست مسئولية ينفرد بها الحاكم .. ولا أمانة اختص بها مجلس الوزراء . بل إن القرآن الكريم جاء صريحًا بأن الله لن يغير ما بالناس حتى يبدأوا هم بتغير ما في نفوسهم . { إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم } الرعد 11 . فإقامة شرع الله في دولة النفس هي البداية وهي الشرط الأول الذي بدونه لا تغيير ولا تبديل . والله يخاطب عيسى في حديث قدسي قائلًا : يا عيسى عِظ نفسك فإذا اتعظت فعِظ الآخرين ، وإلا فاستحِ مني .
مصطفى محمود