إذا نحن تأملنا ما يصاحب أفعالنا من تردد قبل اختيار القرار ثم شعور بالمسؤولية في أثناء العمل ثم ندم أو راحة بعد تمامه .. فنحن نستنتج أننا أمام حالة مراقبة فطرية و فكرة ملحة بالحساب و بأن هناك خطأ و صواب .. و إننا نعلم بداهةً و بالفطرة التي وُلِدنا بها أن العدل و النظام هو ناموس الوجود و أن المسئولية هي القاعدة . و يفترض لنا هذا الشعور الفطري القهري أن الظالم الذي أفلت من عقاب الأرض و القاتل الذي أفلت من محاسبة القانون البري الأرضي .. لا بد أن يُعاقـَب و يُحاسـَب .. لأن العالم الذي نعيش فيه يفصح عن النظام و الانضباط من أصغر ذرة إلى أكبر فلك .. و العبث غير موجود إلا في عقولنا و أحكامنا المنحرفة .
مصطفى محمود