الخوف من الفشل يترصّد كل رغبة ليخنقها قبل أن تولد.. وعقدة الذنب تجعل من كلّ عمل نعمله جريمة يًؤاخذنا عليها الله والمجتمع والقوانين والآباء والأجداد. والكبرياء والكرامة وعزّة النفس وكلّ ما يحفّ بذواتنا يصطدم على الدّوام بما يفعله الآخرون.. ويؤجّج فينا الخوف.. ويدفنا إلى الهروب والتقوقع في نفوسنا خوفا من الهزيمة والمهانة والمذلّة.. والشكّ والتردّد يمسك بالكلام في حلوقنا.. فلا ننطقه وإنّما نمضغه تحت أضراسنا.. دون أن نخرج له صوتا. والغيرة تضيّق من آفاقنا وتحجب عنّا مئات الفرص ولا تكشف من دنيانا إلا وجه غريمنا وهو يلوّح لنا بالكسب الرخيص الذي انتزعه منّا.. فنقضي حياتنا في مبارزة حقيرة على قطعة أرض أو امرأة أو ساقطة.. وتضيع أعمارنا بما فيها من إمكانيّات .
مصطفى محمود