و انما تبدأ المحبة بتلك الحالة من السكينة الداخلية التي يبلغها الانسان و كانه فتح عينيه علي ثراء داخلي لا حد له .. تلك الحالة التي يتلقي فيها ذلك الضمان الغامض ذلك الصك بأنه مؤمن عليه ضد المرض و الشيخوخة و الافلاس و الحرائق و الفقر و الحوادث..تلك الحالة التي يزول فيها الخوف تماما و كأنما برقت البروق لحظة فاذا به يري سفينته التي تتقاذفها البحار الهوج موثوقة الي الأعماق برباط خفي لا انفصام له .. و كأنما كانت طول الوقت تلقي بمراسيها في بر الآمان و ان دل ظاهرها المرتجف المتقلب علي غير ذلك .
مصطفى محمود