كمقهي صغير علي شارع الغرباء هو الحبّ... يفتح أَبوابه للجميع. كمقهي يزيد وينقص وَفْق المناخ: إذا هَطَلَ المطر ازداد روَّاده، وإذا اعتدل الجوّ قَلّوا ومَلّوا... أَنا هاهنا يا غريبة في الركن أجلس ما لون عينيكِ؟ ما اَسمك؟ كيف أناديك حين تمرِّين بي ، وأَنا جالس في انتظاركِ؟ مقهي صغيرٌ هو الحبّ. أَطلب كأسيْ نبيذ وأَشرب نخبي ونخبك. أَحمل قبَّعتين وشمسيَّة. إنها تمطر الآن. تمطر أكثر من أيِّ يوم، ولا تدخلينَ أَقول لنفسي أَخيرا: لعلَّ التي كنت أنتظر انتظَرتْني... أَو انتظرتْ رجلا آخرَ انتظرتنا ولم تتعرف عليه/ عليَّ، وكانت تقول: أَنا هاهنا في انتظاركَ. ما لون عينيكَ؟ أَيَّ نبيذٍ تحبّ؟ وما اَسمكَ؟ كيف أناديكَ حين تمرّ أَمامي كمقهي صغير هو الحب. محمود درويش