الحكاية فيها إنا: لها أصل، ففي زمن هارون الرشيد غضب على البرامكة فقتل كثيرًا منهم وهرب منهم رجل يقال له موسى البرمكي فأراد هارون أن يحتال عليه ليعود، فغصب على زوجته التي لم تفر معه أن تكتب له خطابًا تخبره فيه أن هارون تصالح مع البرامكة وعفا عنهم، فقالت لهارون: لن يصدق إلا إذا أرسلت له مع الخطاب هدية، فوافق هارون، فأرسلت الزوجة الخطاب ومعه سجادة مطرزة ومكتوب فيها حرف إن فما لبث أن رد موسى البرمكي الخطاب والسجادة رافضًا أن يعود، فقام هارون بعرض السجادة على وزيره قائلًا له: أتُرى ما الذي حدث؟ قال الوزير: الله أعلم. فقال هارون: الحكاية فيها إنا، ومعنى ذلك أن هارون فهم حرف إن الأول على أنه رسالة تحذير من الزوجة بالقرآن، إذ إنها تقصد الآية الكريمة يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فرد عليها وقد وضع حرف ألف بجوار النون فأصبحت إنا ومعناها الآية الكريمة إنا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها. ومن وقتها صارت الحكاية فيها إنا مثلًا. ثروت الخرباوي
اقتباسات أخرى للمؤلف