ونحن نهرب من مواجهة جوهر المأساة بصور مختلفة صارت بمثابة كليشيهات في حياتنا الفكرية، كالتهجم على النساء (أصل البلاء من حواء) أو التلهي بشجار حول تعريب أسماء مستورداتنا أم لا ، كأن ندعو التلفون بالهاتف والتلفزيون بالرائي والسندويش بالشاطر والمشطور والكامخ بينهما متناسين أن تعريب الأسماء لا يجعل من الهاتف والكمبيوتر والتلفزيون ومركبة الفضاء والتليفاكس والدبابة والميني تيل صناعة عربية، وأن جوهر مأساتنا هو في تحولنا من شعب كان يصدّر الحضارة إلى قبائل صارت تستوردها.
غادة السمان