الاختلاف عن الأخلاق هنا واضح وتام: حطٍّم الضعفاء بدلاُ من احم الضعفاء.. هاتان الدعوتان المتعارضتان تفصلان البيولوجي عن الروحي، الحيواني عن الإنساني، الطبيعة عن الثقافة، والعلم عن الدين. وكل ما فعلهـ نيتشه أنه طبّق بثبات قوانين علم البيولوجيا ونتائجها على المجتمع الإنساني. فكانت النتيجة نبذ الحب والرحمة وتبرير العنف والكراهية.. والمسيحية عند نيتشه، وبخاصة الأخلاق المسيحية، هي السمّ الزعافالذي غُرس في الجسم القوي للجنس البشري.
علي عزت بيجوفيتش