حقيقتان: الشاعرية والعلمية. فالنجوم بالنسبة للشاعر ، إما متلألئة وحزينة أو أنها تتطلع إلينا من أثناء السماء ، و تتحدث عن الخلود. والقمر هو ضوء السماء ، وصديق العشاق ، نبع خرير الماء ، ويحكي حكاية السنديان العتيق ، يحفظ الأسرار .. والسماء إما تضحك أو ترعد بغضب ، وهناك بعض الذرا الجبلية التي تنظر إلى زرقة السماء . تتحدث ثانية عن الخلود والطبيعة ولحظية الأشياء الأنسانية.. إلخ والعلم يرى الأشياء بطريقة مغايرة تماما ؛ فالطبيعه بالنسبة له عديمة المبالاة، والفضاء فارغ ، وتلعب به قوى عمياء بلا ماهية . والقمر جسم عادي ، فارغ وبارد ، ويدور منذ ملايين السنين بلا غايات مفهومة أو معروفة في فضاء معتم . ويعني لنا الكثير عندما نجيب بثقة ، لماذا هي أقرب وأكثر واقعية إلى حقيقة الشاعر من الحقيقة العلمية. وفي هذا يكمن الجواب .. من نحن ، ومن أين نحن ؟ الحقيقة أن الجواب في طبيعتنا وفي أصلنا.
علي عزت بيجوفيتش