تذكرُ شيئاً آخر عن بداية العالم أذكرُ شكلاً غامضاً ساعدني على الإستعانة بالخيال والحلم. كان الواقع يتعرّض لعملية انقطاع قبل أن يأخذ شكله النامي في وعيي. وفي ظروف لاحقة كان لزاماً عليَّ أن أعود إليه لأحتفظ بوجودي، فكان الحلم هو المكمّل. وهذا مايجعلني في حالة حلم دائم محدوداً بمبررات الضرورة، لا منطلقاً بأجنحة الوهم المترف٠ تصيرُ الأرض صخرة وعصفوراً في آن واحد. فالواقع على حالته الراهنة لايعود جزءاً منك بدون رباط الحلم الذي يصير أكثر واقعية من شجرة ثابتة. والحلم على حالته العامة -حتى وإن لم يكن مترفاً- لايعود حافزاً لك بدون ارتباطٍ بصخرة مهما تغيّرت أشكالها. محمود درويش