لم تكن تنقصنا الأنانية، ولا الوصولية، ولا الخيانة، ولا حتى جريمة قتل الرفاق .كانت تنقصنا السخرية. وكانت تلك فجيعة حياة نضالية محكوم عليها بالانضباط والجدية ,مما جعل الذكاء والحلم على أيامنا ضرباً من التمرد. منذ زمن وأنا أعاني من نقص في كريات الضحك.. ولذا أوصلني القهر إلى هنا! لم أعرف كيف أواصل الحديث إليه. قلت معلقاً: -إنها الحياة.. كل يواجهها بما استطاع. قال: -تقصد.. كل يتخلى عن قناعاته حيث استطاع. تركب القطار البخاري للرفض، وترى رفاقك خلسة يترجلون الواحد بعد الآخر، وتدري أنك مسافر فيه عمراً واقفاً ، وأنك آخر من ينزل. ولكن ماذا بإمكانك أن تفعل إن كنت لم تولد على أيام القطارات السريعة! أحلام مستغانمي