أخي هل تُراك سئمتَ الكفاح * و ألقيتَ عن كاهليك السلاح فمن للضحايا يواسي الجراح * و يرفع راياتها من جديد أخي هل سمعت أنين التراب * تدُكّ حَصاه جيوشُ الخراب تُمَزقُ أحشاءه بالحراب * وتصفعهُ وهو صُلبٌ عنيد أخي إنني اليوم صُلب المراس * أدُك صخور الجبال الرواس غدا سأشيح بفأس الخلاص * رءوس الأفاعي إلى أن تبيد أخي إن ذرفت علىّ الدموع * وبللّت قبري بها في خشوع فأوقد لهم من رفاتي الشموع * و سيروا بها نحو مجدٍ تليد أخي إنْ نَمُتْ نلقَ أحبابنا * فروْضاتُ ربي أُعدت لنا و أطيارُها رفرفت حولنا * فطوبى لنا في ديار الخلود أخي إنني ما سئمت الكفاح * و لا أنا ألقيت عني السلاح و إن طوقتني جيوشُ الظلام * فإني على ثقةٍ بالصباح و إني على ثقة من طريقي * إلى الله رب السنا و الشروق فإن عافني السَّوقُ أو عَقّنِي * فإني أمينٌ لعهدي الوثيق أخي أخذوك على إثرنا * وفوجٌ على إثر فجرٍ جديد فإن أنا مُتّ فإني شهيد * وأنت ستمضي بنصرٍ جديد.
سيد قطب