كان العرابيون حلما عابرا , برهة قصيرة من زمن شاسع , استطاع فيها الفلاحون أن يخترقوا جدار عزلتهم , و أن يجدوا الصوت الذى اصابه الخرس , كانو محاصرين فى واديهم الضيق خلف جدران من الطوب اللبن , ومتاهة الترع والمصارف , يعانون لعنة من الصمت تواصلت على مدى الاف الاعوام , نسو مفردات الشكوى و نبرات الاحتجاج , استكانو لدرجة المهانة تحت سطوة كل أجناس الأرض , كل الذين حكموهم , واستباحو دمهم , و أوغلو فى ظلمهم , ولم يسمحو لهم بأن يمسكوا سيفا أو يوجهوا طلقة , كل ما استطاعو ان يمتلكوه هو فأس يضربون به الأرض الشراقى , و محراث يسعون خلفه .
محمد المنسي قنديل