محمود درويش
لنا هنا قمحٌ وزيتٌ نحن لم نقطع من الصفصاف خيْمَتَنَا ، ولم نصنع مِنَ الكبريت آلهةً ليعبدها الجنود القادمون . لقد وجدْنا كل شيء جاهزاً : أسماءنا مكسورةً في جَرَّةِ الفُخَّار .. دَمْعَ نسائنا بُقَعاً من التوت القديم على الثياب .. بنادقَ الصيد القديمة .. واحتفالاً سابقاً لا نستعيدُهْ الفَقْر مكتظ بآثار الغياب الآدميَّ . كأنَّنا كُنَّا هنا وهنا من الأدوات ما يكفي لنصب خيمةً فوق الرياحْ لا وَشْمَ للطوفان فوق تَجَعَّيِد الجَبَل الذي اخضرَّتْ حدودُهْ لكنَّ فينا أًلفَ شعبٍ مَرَّ ما بينا الأغاني والرماحْ جئنا لنعْلَم أننا جئنا لنرجعَ من غياب لا نريدُهْ ولنا حياةٌ لم نُجَرِّبْها ، وملحٌ لم يخلِّدنا خلودُهُ ولنا خطى لم يَخْطُها قبلنا أًحَدٌ .. فطيرِي طيري ، إذاً ، يا طيرُ في ساحات القلب طيري وتجمِعي من حول هُدْهُدِنَا ، وطيري .. كي .. تطيري
اقتباسات أخرى للمؤلف