نحن اليوم في حاجة ماسة لأنفسنا، لروحنا القديم، في حاجة للإيمان وليس بمعناه الكَهنوتي، بل بمعناه المجرّد المطلق. بالعفوية التي تلازم الطبيعة الأولى والمباشرة، بعيداً عن السّبر والتقصّي. وفي منأى عن التأمل. نحن في حاجة لنارنا القديمة - على سذاجتها، لأنها الخاص الكامن في أعماقنا مثل حبة الرمل الكامنة في أعماق اللؤلؤة. ليكن شعبنا محَارتنا، ولتكن قصيدتنا عزاءه المؤقت بقدر ماعي عزاؤنا القديم. لقد جعلنا لفظة : سأقاوم ! شعاراً لشعب ونداء لأمّة. رغم أن أوكار الخيانة تتناسل مثل أوكار الأرانب، رغم التكاثر الفاجع في مدن العبوية وعواصم السقوط، فلا خيار أمامنا سوى ذلك الذي أكدته أنت ووجدته قبل فترة وجيزة : إمّا أن نكون أو نكون .