محمود درويش
لاشيء يوجِعني علي باب القيامةِ . لا الزمان ولا العواطف . لا أحِسٌ بخفٌةِ الأشياء أو ثِقلِ الهواجس . لم أجد أحدا لأسأل : أين (( أيْني )) الآن ؟ أين مدينة الموتي ، وأين أنا ؟ فلا عدم هنا في اللا هنا في اللازمان ، ولا وجود وكأنني قد متٌ قبل الآن أعرف هذه الرؤيا ، وأعرف أنني أمضي إلي ما لسْت أعرف . ربٌما ما زلت حيٌا في مكان ٍ ما، وأعرف ما أريد سأصير يوما ما أريد سأصير يوما فكرة . لا سيْف يحملها إلي الأرضِ اليبابِ ، ولا كتاب كأنٌها مطر علي جبلٍ تصدٌع من تفتٌح عشْبة ٍ ، لا القوٌة انتصرتْ ولا العدْل الشريد سأصير يوما ما أريد سأصير يوما طائرا ، وأسلٌ من عدمي وجودي . كلٌما احترق الجناحانِ اقتربت من الحقيقةِ ، وانبعثت من الرمادِ . أنا حوار الحالمين ، عزفْت عن جسدي وعن نفسي لأكْمِل رحلتي الأولي إلي المعني ، فأحْرقني وغاب . أنا الغياب . أنا السماويٌ الطريد . سأصير يوما ما أريد
اقتباسات أخرى للمؤلف