تقولين لي هل رأيت النجوم أأبصرتها قبل هذا المساء لها مثل هذا السّنا و النّقاء تقولين لي هل رأيت النجوم و كم أشرقت قبل هذا المساء على عالم لطخته الدماء دماء المساكين و الأبرياء تقولين لي هل رأيت النجوم تطل على أرضنا و هي حرّة لأول مرّة نعم أمس حين التفتّ إليك تراءين كالهجس في مقلتيك و إذ يستضيء المدى بالحريق فيندكّ سجن و يجلى طريق و يذكي بأطيافه الدافئة محيّاك باللهفة الهانئة تقولين نحن ابتداء الطريق و نحن الذين اعتصرنا الحياة من الصّخر تدمى عليه الجباه و يمتص ريّ الشفاة من الموت في موحشات السجون من البؤس من خاويات البطون لأجيالها الآتية لنا الكوكب الطالع و صبح الغد الساطع وآصاله الزاهية .
بدر شاكر السياب