أنا لست أحقر من سواي و إن قسوت فلي شفيع أني كوحش في الفلاء لم أقرأ الكتب الضخام و شافعي ظمأ و جوع أو ما ترى المتحضرين المزدهين من الحديد بما يطير و ما يذيع مهما ادنأت فلن أسف كما أسفوا لي شفيع أني نويت و يفعلون و إن من يئد البنين و الأمهات و يستحل دم الشيوخ العاجزين لأحط من زان انتهك الغزاة و ما استباحوا و القاتلون هم الجناة و ليس حفار القبور و هم الذين يلونون لي البغايا بالخمور و هم المجاعة و الحرائق و المذابح و النواح و هم الذين سيتركون أبي وعمته الضريره بين الخرائب ينبشان ركامهن عن العظام أو يفحصان عن الجذور ويلهثان من الأوام .
بدر شاكر السياب